اعتبرت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز أن شخصيتها الواقعية وحياتها قريبة الشبه جدًا من خلال الأحداث وما جسدته بشخصية «أمينة» فى فيلم «أنا حرة»، وأضافت «لبنى»، أن فيلم «أنا حرة» من الأفلام العزيزة إلى قلبها، وهو من أوائل الأعمال التى انتصرت للمرأة وأظهرت صورة جديدة، لافتًة إلى أن الفيلم ليس خطوة فقط، بل صفحة ليست فى المجتمع فقط، ولكن فى السينما أيضًا، حيث كانت الأعمال الفنية لا تُظهر الفتاة بأن لها شخصية أو رأيا واستقلالا.
وأكدت أن رواية «أنا حرة»، للكاتب إحسان عبد القدوس، ظلت الأكثر تداولاً وشراءً حتى الآن بعد مرور كل هذه المدة الزمنية، وهناك أبحاث خاصة بالماجستير والدكتوراة تم عملها عن الفيلم.
واعتبرت «لبنى» أن شخصية «أمينة» بالفعل هى الأقرب لها من خلال حياتها الواقعية، حيث تشابهها فى كثير من الأحداث، لأنها بالفعل قامت بعمل أشياء واتخذت قرارات كثيرة كانت ضد المجتمع الخاص بها فى الماضى، حيث دخلت الجامعة الأمريكية وكان المتعارف عليه وقتها أن تدخل الجامعة المصرية، وأنها حينما تزوجت كانت هناك تحفظات على اختيارها لفارق العُمر بينها وبين زوجها، وكذلك تركت الحياة الفنية والسينما وهى فى قمتها عكس المتوقع من أى نجمة ناجحة فى ذلك الوقت.
وأوضحت أنها بالفعل قامت بعمل أشياء كثيرة ضد الفكر الاجتماعى وقتها لكن لم تؤذ أحدًا أبدًا، وتابعت: كان تفكيرى «أنا حرة»، وقناعتى الذاتية كانت كذلك، ووقت أحداث الفيلم كنت متوقعة أن أجد الحياة منفتحة، ولكن للأسف وجدتها مغلقة للمرأة، ولكن الفيلم غير صورة المجتمع تجاه المرأة وأظهر جانبا آخر لها ومنظورا جديدا، خاصة أن شخصية «أمينة» أظهرت المجتمع وجعلتهم يغيرون من أفكارهم بعدما رآها انتصرت لنفسها ولآرائها وتغيرت بشكل إيجابى بعد ذلك حدث التحرر ذهنيًا.
من ناحية أخرى، أشارت «لبنى» إلى أن هناك كثيرا من الانطباعات الخاطئة يراها البعض عن الفنان ولكنها غير صحيحة، لافتًة: «فى الواقع كثير يروننى رجعية رغم أننى متحررة ودرست بالخارج، لأننى بالفعل تقليدية فى بعض الأمور، فهناك كثيرون يندهشون كونى لا أدخن أو أشرب الكحوليات»، وأضافت: «عمرى ما دخنت سيجارة ولا شربت، وبصلى الحمد لله وبصوم»، لذا كان البعض يندهش كونى فنانة، فهناك صورة ذهنية على أننى أفعل ذلك، خاصة أننى درست فى الخارج وأعيش فى أمريكا، ولكن بالعكس على الرغم من دراستى هناك فحولت ذلك إلى عشق لبلدى، ومن يعيشون فى خارج البلاد من المصريين هم أحرص على مصريتهم بالفعل، لأنهم يفتقدونها فى الغربة، لذا تعلمت اللغة العربية فى أمريكا على الرغم أن كل دراستى كانت بالإنجليزية»، وأكدت أنها متمسكة بجذورها بشكل كبير، لدرجة أنها كانت تصوم لمدة 18 ساعة وتفطر على علبة فول، أو أكل بسيط، لذا ترى أن هناك فَكرا خاطئا أو صورة ذهنية مغلوطة يتم تكوينها عن الفنان على غير حقيقتها.
وعن تداول رواد «السوشيال ميديا» لإحدى لقطات فيلم «أنا حرة» مؤخرا رغم مرور كل هذه السنوات، حينما كانت ترفض العريس الذى يتقدم لها، والذى اعترض على وضع الماكياج ليجد ردها بأنه ليس له الحق فى مجرد الرأى، أوضحت أنه بالفعل هذا المشهد أثر كثيرًا فى صورة المرأة بفرحة الزواج وانتظار العريس وفرض سيطرته، ولكنها فاجأته بردها فى الفيلم من خلال رفضها معلقة «كنت بطفش العريس».
واعتبرت «لبنى» فيلم «إضراب الشحاتين» من أحب الأعمال إلى قلبها، والذى رأته خطوة كبيرة ومهمة وعملا كبيرا، للكاتب إحسان عبد القدوس، وكذلك فيلم «هى والرجال» ولهما أهمية كبيرة، لافتًة إلى أنه يحتوى على فكرة قيمة واجتماعية، متسائلة: أين ذهبت هذه الحصيلة من الأفلام؟ ومن يملكها حاليًا؟ ومن الذى اشتراها؟ لا نعلم
وتابعت أن هناك أعمالا كثيرة لها لم تُعرض ولكنها ناجحة بدرجة كبيرة، ولكن ما يتم تداوله 15 فيلمًا على الأكثر، وهو ما يراه البعض على الشاشة، مضيفًة أن للسينما المصرية تاريخا كبيرا ولكن هناك أفلاما تم بيعها وضاعت للأسف، والتليفزيون المصرى لا يمتلك سوى بضعة أفلام، رغم أن هناك رصيدا إبداعيا كبيرا كان يجب الحفاظ عليه.
ورأت «لبنى» أن تسليط الضوء دائمًا فقط يظهر من خلال عدد محدود من الأعمال منها، «الوسادة الخالية»، «عروس النيل»، «آه من حوا»، «أنا حرة»، «رسالة من امرأة مجهولة»، لافتًة إلى أن هناك رصيدا كبيرا لم يأخذ حقه غير هذه الأعمال، والجمهور لم يشاهده من قبل.
واعتبرت أن الشباب فى الجيل الحالى بالمجتمع غير محظوظ لأنهم لم يروا مصر فى «عزها» حينما كان العصر الذهبى ولا يعلمون تاريخ مصر الحقيقى فى الزمن الجميل.
وأشارت إلى أن لها تاريخها فى الإذاعة قبل وبعد السينما، ولكن هذه معلومات لا يعلمها الجميع، «وكل ما يُعلن هو عن تاريخى هو الفنى فقط، ولكنى من أقدم الإذاعيات وعملت بها وأنا فى سن صغيرة وبدون أجر وقتها، فأنا أقدم إذاعية فى الإذاعة المصرية، وقمت بإجراء أحاديث ولقاءات مع كل الوزراء، ومع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقمت بتقديم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على مسرح الجامعة الأمريكية، وكنت فتاة الجامعة الأمريكية، وتخرجت بامتياز، وقمت بتمثيل مسرحيات كثيرة بالجامعة، وقمت بتقديم برنامج (أضواء المدينة)».
وتابعت: «قدمت برامج باللغات الأجنبية، لكن قديمًا كان الجمهور يعى ذلك، ولكن حاليًا على الرغم من وجود ما يقرب من 300 مدرسة أجنبية، ولكن (محدش بيتكلم إنجليزى)، وإلى الآن أقوم بعمل ركن للأطفال فى الإذاعة».
وعن كواليس عملها الفنى قالت: «كنت أختار كل شىء بدقة متناهية، أختار كل حاجة مكنتش عايزه أبقى نجمة وخلاص، معظم النجوم عادة برة أو جوه يظهرون بنفس الشخصية فى كل الأفلام، فمثلا الناس بتحب الشخصية التى كانت تقدمها مدام فاتن حمامة فيريدون أن يشاهدوها طوال الوقت، سواء شيك، أو مضروبة من المجتمع، أو من أبيها، وكذلك الفنان القدير فريد شوقى مرتبط ظهوره فى كثير من الأحيان بشخصية القوى والضرب والأكشن، وإسماعيل يس ظهر دائما بصورة معينة مرتبطة بفمه، وما أقصده أن الشخصيات معظمها ممكن تكون متكررة بعض الشىء، ولكنى ليس لى فيلم واحد مشابه لآخر، سواء فى القصة أو المضمون أو الشكل، فتاريخى مختلف فنى ثقافى يختلف كثيرًا عن أى فنان ظهر قبلى فى السينما، لدرجة أن هناك أحد الأشخاص سألنى باندهاش (ليه يا مدام لبنى طول الوقت بنشوف أفلامك مبنقولش اسمك الحقيقى ولكن نقول أسماء الشخصيات مثل «سميحة، أمينة، جهاد» على عكس الفنانين الآخرين نقول لهم مدام ماجدة، مدام شادية، مدام فاتن حمامة؟!)، لأرد عليه قائلة (لإنك بتحس الشخصية، إنت بتنسى لبنى عبد العزيز، لكن تظل الشخصية اللى إنت حبيتها على الشاشة، وده لأنى فى العمل بالفعل بخرج منى للشخصية، وأدخل فيها حتى تختفى لبنى وتظهر هى».
واعتبرت «لبنى» أنها على رغم هذا الرصيد من الأعمال الفنية لم تشاهد أعمالها ولا تفضل ذلك، لأنها تنتابها اكتئاب وضيق لأنها كانت تود أن تقوم بالدور أفضل من ذلك، لافتًة: «بصراحة عمرى ما اتفرجت على أفلامى، دايمًا بحس إن ممكن تكون أحسن، بأندم بقول ليه مكانش أفضل من كده؟ فمبرضاش أنكد على نفسى».
وعن فكرة تقديمها عملا حاليا أوضحت: «بالفعل عرضت علىَّ مشروعات كثيرة، ولكن رفضتها لأنها لا تناسب تاريخى الفنى، وأحب أن أحافظ على رصيدى فى عيون الجمهور، مقدرش أعمل حاجة هايفة أو دور مش لايق علىَّ، أو يقدمنى بصورة هزيلة يضيع رصيدى الفنى وتاريخى، وكمان الأشخاص تغيروا، وكذلك الظروف»، وشددت «هو مش اعتزال، ولكن الجو غير مناسب وملائم، وما يعرض غير مناسب»
قد يهمك ايضًا:
فيلم مصري يحقّق 62 جنيهًا فقط في أول يوم لعودة السينمات
مسرحيات افتراضية مصرية من قصص الروسي أنطون تشيخوف على الانترنت
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر